Tuesday, July 25, 2006

في التوازن الجديد للقوى: شعبية التنظيمات المسلحة الفلسطينية واللبنانية

Middle East Online and Alquds

الطاهر الأسود

إذا كان للمواجهات الدائرة الآن في لبنان وفلسطين من أهمية فهي بالتأكيد ما توفره من تصعيد كافي لتكشف بشكل غير مسبوق الطبيعة الجديدة لتوازن القوى في المنطقة وتحديدا في المواجهة بين القوى العربية والاسلامية المعنية والطرفين الاسرائيلي والأميركي. وليس الجديد هنا بالضرورة ما أشار اليه السيد نصر الله أو رئيس الوزراء الاسرائيلي وبقية أعضاء "المكتب الأمني الموسع" حول "تغيير قواعد اللعبة". ما هو جديد لم يطرأ هذه الأسابيع أو الأيام الأخيرة. ما هو جديد كان يتشكل منذ سنوات عديدة والآن ليس الوقت إلا لاكتشافه. وسيأخذ التعرف على ميزان القوى الجديد وقتا طويلا على الأرجح حتى تأخذ باعتباراته القوى المعنية وربما تعدل على أساسه تكتيكاتها وربما حتى استراتيجياتها. ولكن هذا الجديد سيكون ذي تأثيرات عميقة وربما حتى غير متوقعة أراد هذا البعض التعديل أم لم يرد.
لتفهم التوازن الجديد من الممكن البدء باستذكار نصيحة قدمها منذ فترة طويلة أحد حكماء السياسة والحرب الأكثر تأثيرا في القرن الماضي للمعنيين بالصراع في المنطقة. كان ذلك في بكين في السنين الأخيرة من حياة الزعيم الصيني ماو تسي تونغ عندما التقى عددا من قيادات المقاومة الفلسطينية الناشئة. عندما سأل أعضاء الوفد الفلسطيني ما الذي يمكن أن ينصحهم به الزعيم الصيني في خصوص الطابع العسكري للصراع حدد لهم الأخير مجموعة من النقاط كان أهمها التخلي عن الجيوش النظامية والتركيز على خلق جيش شعبي مترسخ في المناطق المحتلة قادر على خوض مواجهات طويلة بأسلوب حرب العصابات. وفي الحقيقة عندما نرغب أن نلخص طبيعة الصراع العسكري على الجبهات الاسرائيلية في الوقت الراهن فإننا لن نجد أفضل من الوصفة الماوية أعلاه.
ليس هناك شك أن الوضع الراهن لم يتحقق لأن القادة الفلسطينيين أخذوا بنصيحة الزعيم الصيني. إنما تحقق لأنه كان الخيار الضروري الوحيد المتبقي في الصراع ضد الاحتلال الاسرائيلي. كان الوضع الراهن، في الأساس، الوضع غير المتوقع وغير المنتظر، وفي النهاية، الوضع الذي لا يستطيع أي كان في المجال العربي أن يزعم أنه خطط له بعناية. وهنا لا أتحدث عن أسلوب حرب العصابات، فذلك كان بمثابة التكتيك العسكري الثابت منذ نشوء المقاومة الفلسطينية، وهو تكتيك تم تبنيه بكل حرص وحتى في إطار كثير من الجعجعة الايديولوجية والتي جعلت من الحديث عن حرب العصابات أحيانا أكثر حدوثا وترددا من تنفيذها. ما كان غير متوقع وعفوي بشكل بالغ هو "خلق جيش (جيوش) شعبي(ة) مترسخ(ة) في المناطق المحتلة".
ما كان موجودا حتى ثمانينات القرن الماضي تحديدا هو سلسلة من الجيوش النظامية العربية المستندة لجدار من الأنظمة القومية (الى هذه الدرجة أو تلك) والتي كانت تقود وتحدد متى يمكن أو لا يمكن أن تسخن أو تتفجر جبهات المواجهة. على أطراف وفي ثنايا وبفضل هذه الجيوش النظامية كانت تنشط تنظيمات حرب العصابات. غير أنها لم تكن تفعل ذلك إلا في الظل النظامي للجيش الرسمي وقيوده غير المحبذة بالنسبة لأي جيش شعبي، والأهم من ذلك، كانت تلك التنظيمات خارج المناطق المحتلة التي تسعى لتحريرها. كان الأمر دائما، حتى ثمانينات القرن الماضي، مجموعة من الجيوش النظامية التي تعرفت بعد الكثير من الألم و"الوهم المتبدد" أنها لا تستطيع من حيث القدرة العسكرية إلا "تحريك" الصراع لا غير. كان إعلان الحرب سوى الفترة الغير العادية للبحث عن هدنة جديدة.
بعد الكثير من التواكل غير الموفق على "الصديق السوفياتي" وعدم توفيق برامج التنمية بما في ذلك "التصنيع العسكري" لم يعد من الممكن التغافل عن استحالة تحقيق "التوازن الاستراتيجي". على ذلك الأساس توصل البعض الى الاستنتاج العقلاني (غير الموفق أيضا بقدر عدم توفيق استراتيجيا التعويل على "التوازن الاستراتيجي") القاضي بضرورة السلام وفق الشروط الحالية. ضمن هذه الاستراتيجيا النظامية (عسكريا وسياسيا) كان على تنظيمات حرب العصابات، والتي كانت تمارس خطف الطائرات أحيانا أكثر من المواجهة المباشرة مع الاحتلال، التصرف كـ"جيوش شعبية" في قواعد معادية أو غير متحمسة على الأغلب على احتضانها. وهكذا، شيئا فشيئا، كان من الممكن استئصالها وتكفل بذلك أحيانا النظام العربي الرسمي وحده (أيلول الأسود وطرد التنظيمات الفلسطينية المسلحة من الأردن) أو نهجا تكافل فيه الأخير مع الآلة الاسرائيلية الظافرة بشكل مباشر (طرد غالبية التنظيمات الفلسطينية من لبنان).
قام النظام العربي الرسمي سواء المعني بمواجهة جدية أو غير المعني بذلك بتأثيث بطيء ولكن ناجع للتركيبة الجديدة القاضية أساسا بنزع الغطاء العربي عن "الصراع العربي الاسرائيلي". وهكذا تم منح منظمة التحرير الفلسطينية "وحدها" حق الافتاء والحل والربط في الموضوع الفلسطيني وبدأت سلسلة من اتفاقات الصلح المنفردة التي أعلنت رسميا "فشل الخيار العسكري" ولكن الأهم من ذلك أعلنت فشل استراتيجيتها النظامية. في الوقت نفسه، وبالتوازي مع اهتراء الغطاء العربي الرسمي، تبددت بشكل متسارع التنظيمات "الشعبية" المسلحة، والتي لم تكن، إلا لوجودها في قواعد أخرى خارج مناطقها المحتلة وإلا لأنها تلقى دعما من أحد الأطراف الرسمية المعنية.
لم يكن لأي من هذه التنظيمات "الشعبية" أرادت ذلك أم لم ترد أن تكون شعبية مادامت بؤرتها الشعبية المعنية والمؤهلة قبل غيرها للمواجهة المباشرة والموجعة مع الاحتلال غير منخرطة بشكل كامل وجدي في العمل العسكري: يتعلق ذلك بجمهور المناطق المحتلة. هنا من الضروري استحضار أمر أساسي: لقد بقي جمهور الأراضي المحتلة غائبا عن الفعل المسلح وبالأساس متفرجا من بعيد كأنه يشاهد صراعا في قارة أخرى. بقي هذا الوضع ما يقارب الأربعين عاما. وفي الواقع كان ذلك، أي غياب الجمهور القابع تحت الاحتلال عن العمل المسلح ورهن التنظيمات "الشعبية" بأنظمة لا تملك نفسا طويلا، تحديدا نقطة الضعف الأساسية في استراتيجيا الصراع ضد الاحتلال الاسرائيلي. وكان ذلك، في المقابل، نقطة القوة الأساسية للاسرائيليين. لم يكن على الأخيرين إلا الاستمرار في القيام بكل ما يمكن عمله لتذكير الأطراف الرسمية العربية باستحالة تحقيق"التوازن الاستراتيجي" ومن ثمة بـ"الفشل المحتوم" للخيار العسكري، لكي يتم طرد وتهميش الأطراف الفلسطينية المسلحة. بمعنى آخر، لم تكن التنظيمات "الشعبية" تسبح في مائها.
سواء صدم ذلك البعض أم لم يصدم فإن الحقيقة الماثلة أمامنا الآن لا يمكن إنكارها: كان تحول الصراع ضد الاحتلال الاسرائيلي من صراع تقوده جيوش نظامية عربية ومجموعات غير نظامية من خاطفي الطائرات الى صراع أطراف راسخة في قطريتها من حيث ثقلها الشعبي ومجال المواجهة هو الطريق الأمثل، في النهاية، لجعل الاحتلال غير محتمل للاسرائيليين أنفسهم، ومن ثمة تحقق الشرط الأساسي للتحرير. حصل هذا التحول على مدى الثمانينات. أولا، ومع نشوء احتلال جديد في لبنان سنة 1982، أصبح من الممكن وقتها فقط نشوء جيش شعبي حقيقي على الأرض اللبنانية جعل ما تبقى من التنظيمات "الشعبية" الفلسطينية الضيفة في لبنان مجرد امتداد لوجستي لللصراع العسكري. هكذا، تطور حزب الله، بعد تراجع بقية التنظيمات اللبنانية التي شاركت في اندلاع الحرب اللبنانية على الاحتلال، وأصبح نموذجا من حيث التركيبة والأسلوب والعلاقة بمحيطه الشعبي والقطري للجيش الشعبي الراسخ في أرضه المحتلة والقادر واقعيا على انهاء الاحتلال.
بعد سنوات قليلة من اجتياح بيروت اندلعت الانتفاضة الفلسطينية الأولى لتعلن معها نشأة تنظيمات وأطر محلية من داخل المناطق الفلسطينية للاحتلال الاسرائيلي لأول مرة منذ عشرات السنوات وتظهر معها حركتي حماس والجهاد الاسلامي. وحتى حركة فتح كان عليها المرور بمرجل جديد أعطى أهمية غير مسبوقة لقيادات الداخل لتصل عملية إعادة التركيب الى خلق تنظيم عسكري محلي يعوض "جيش التحرير الشعبي الفلسطيني" من خلال تأسيس "كتائب الأقصى" عبر الانتفاضة الثانية. وهكذا تمترس الفلسطينيون بمختلف فصائلهم في إطار محلي وقطري لا يعتمد بالأساس على أي طرف عربي إلا للمساندة الاعلامية. هكذا تكونت، أخيرا، تنظيمات شعبية فلسطينية مسلحة راسخة في مائها.
تم ذلك خاصة من خلال أطراف، للمفارقة، غير قطرية بالمرة في أجندتها الاستراتيجية. تم ذلك من قبل أطراف متعلقة بخارج القطر الى ما هو حتى عابر للرابطة القومية الى الرابطة الاسلامية. ليس هناك ما يمكن أن يخفي التحالفات شديدة الوثوق بين التنظيمات الشعبية المعنية وأنظمة رسمية عربية واسلامية. ولكن لم يعد من الممكن البتة استئصال هذه التظيمات الشعبية من خلال "الضغط" أو الاحتراب مع الأنظمة المعنية. تبدو الأطراف الاسرائيلية والأميركية والأوروبية غير مدركة تحديدا لهذا الوضع الجديد أو على الأقل لتأثيراته العميقة لتوازن القوى في المنطقة وشروط تسييره.
الآن مثلا يركز جميع هؤلاء، ويا للمفارقة، على تلبيس الصراع طابعا قوميا واسلاميا، طالما تمت محاربته، ولكن هذه المرة مبالغ فيه وعن قصد. حيث لا يبدو أسهل، كما كانت العادة دوما، من أن يتم "تدمير" تنظيم مسلح مادام موجودا إلا بفضل "الدعم الايراني والتسهيلات السورية". كما لا يوجد أسهل من "انهاء" حماس مادامت محكومة وموجودة فقط عبر دمشق. الآن هناك رغبة اسرائيلية في التعلق بتقاليد ذلك الماضي الغابر المتمثلة في تنظيمات "شعبية" معلقة بين أيدي جيوش نظامية غير واثقة من نفسها. الآن هناك رغبة أميركية في استعادة الجيوش النظامية القومية وترسيخ تلك الاسلامية فقط لتجد على من تضغط. يبحث هؤلاء بالتحديد على احياء من عملوا على تفكيكهم. غير أن ذلك جزء من الماضي البعيد. مجرد "وهم متبدد". الحقيقة غير المتوقعة للكثيرين عربيا ودوليا هي الآتية: بالرغم من قومية واسلامية حزب الله وحماس فإن قطريتهما، لبنانية الأول وفلسطينية الثاني، من حيث الثقل الشعبي ومجال المواجهة، تجعلهما متحررين بشكل غير مسبوق من إطار "الضغط" المعهود.
كل الذي تبقى من تفصيلات عسكرية جديدة من نوع الصواريخ والمعدات العسكرية غير المعهودة التي تتوفر عليها التنظيمات الشعبية الفلسطينية واللبنانية في غاية الأهمية من حيث تقرير طبيعة الصراع. ولكنها جميعا لم يكن من الممكن أن تكون فعالة لولا توفر التنظيمات المعنية على مجال تسبح فيه بكل تحرر من تعقيدات النظام العربي الرسمي. وبالمناسبة حتى لو لم يبعث الايرانيون بصواريخ الرعد والزلزال لوجد حزب الله طريقه الى ما شابهها مثلما وجدت حماس طريقها الأكثر وعورة الى صواريخ القسام.
الأمر الذي لا يقل إثارة هو أن حتى "الضغط" المعتاد عبر الأنظمة الرسمية المعنية (سوريا إيران) أصبح في ظل التوازنات الراهنة مجرد خطوة بعيدة المنال. ليس فقط بسبب المحدودية الفعلية لقدرات الأنظمة المعنية على الضغط، الأمر الذي لن يصدقه حتى أمد بعيد الطرفين الاسرائيلي والأميركي، بل لأن الطرف الأخير تحديدا لن يسمح بأي مغامرات عسكرية تجاهها. الآن هناك معطى لم يكن الأميركيون على استعداد حتى على تخيله في أشد كوابيسهم سوداوية في علاقة بأمن اسرائيل: لقد أصبح الأميركيون منذ احتلال العراق جزءا من جغراسياسية النظام العربي الرسمي. وعوضا عما كان يحدث دائما، عندما يعكف الطرف الأميركي على مراقبة تطور الأحداث من على سطح أساطيله البحرية في البحار المحيطة بالمنطقة ومن ثمة في مأمن من أي انفلاتات اقليمية، فإنه الآن مطوق في مسنتقع عراقي شديد الحساسية لما يحدث الآن في لبنان، بل وأكثر لما يمكن أي يحدث في سوريا وإيران. حيث لا يفصل بين الأميركيين والانسحاب الفوري من العراق سوى انفلات الحليف الشيعي الموالي ايرانيا وحتى سوريا من تحت مظلة العملية السياسية وتوسيع رقعة المواجهة بالشكل الذي لن يكون ممكنا للجيش المنهك أساسا أن يواصل فيه "عملية البناء الديمقراطي" الجارية حاليا على قدم وساق.
هل ستحقق التنظيمات الشعبية اللبنانية والفلسطينية انتصارات تحرير فورية وخالية من هزائم موضعية أو اصطدامات محلية في شكل "حروب أهلية مصغرة"؟ لا أعتقد ذلك. هل ستحقق "تحريرا شاملا"؟ لا أعتقد ذلك. ستكون المعركة بالتأكيد طويلة وموجعة وشديدة التعرج. كما ستتجه بالضرورة الى نسق من المفاوضات الطويلة ولكن الجدية هذه المرة وليس على منوال "غزة أريحا" أو "17 أيار" ويمكن أن تنتهي الى أرضية مؤتمر مدريد ولكن من دون المرواغة عبر اتفاقيات انتقالية كما حدث حتى الآن. ولكن هل ستهزم أو تتفكك هذه التنظيمات الشعبية قبل تحقيق أهدافها؟ أعتقد أن ذلك أمر مستحيل ولن يغير في الأمر شيئ إذا أعلن "المكتب الأمني الموسع" للسيد أولمرت الرغبة في "تدميرها". في المقابل يقف السيد نصر الله وبخطاب يصعب على سامعه أن يفهم أن المتحدث راسخ في روابطه القومية والاسلامية حين يقول للباقي العربي الرسمي "فكوا عنا!". ولكن ذلك تحديدا عنوان نجاح التنظيمات الشعبية المواجهة للاحتلال.
الطاهر الأسود
باحث تونسي يقيم في أميركا الشمالية

">Link

Link

Saturday, July 15, 2006

On the question of the unwinnable wars in general and the Iraq war in specific

Aqlamonline No. 18, July/August 2006

Taher Laswad A Tunisian researcher living in North America

First let’s settle down on one simple forgotten fact: Oh, yes, there are unwinnable wars! Another fact? For the US administration the war in Iraq is an unwinnable war.
There were always unwinnable wars. In fact the accomplishment of military victory was not and will never be a military accomplishment. Victory is never realized solely by the act of war. It is a political accomplishment. Hitler did not loose for inadequate military planning, shortage of soldiers, nor weak military infrastructure. He lost politically: the German people “decided” that it can no longer defend the regime. Their defense, if there was ever any, was to negotiate their own survival and not the Nazis’. Once they knew that they would not be exterminated nor put in concentration camps they gave up Hitler and his last lieutenants. That was a defeat, a political defeat. Hitler’s war was not winnable. As for his adversaries, their war was winnable only because it was so politically.
Thus there are two elements to keep in mind: first, if you are in the wrong side, and in many cases there is indeed a wrong one, you cannot win a war, which means that you will loose it. Second, even if you were to be in the good side, it has to be a politically good side.
Now, where does the Bush administration stands in the question of the winnability of the Iraq war? That is: Is there a winnable side and if there is any how is it politically a winnable side? These are the major questions of a serious military debate about Iraq even though they are not strictly military questions.
This seems, however, to be the major untold assessment that neither the politicians of both sides in Washington[i] nor the mainstream media or even the mainstream think tanks are willing to admit.[ii] Worse: this seems to be also the case with the military commanders, those in charge and those who are not including the retired generals who are in contracted battles as “military experts” in the major news networks.
As for the mainstream media it is enough to read a good example of distortion: David Brooks’ article (Herald Tribune, June 19 2006), in which he details seven “key realities” to prove the opinion of “some” of the members of his fictional “military council” who “believe the odds of eventual success are higher than 50 percent”, but fails to even mention the “key realities” upon which the rest of his “military council” decided the percentage is “well under” the 50 percent. Another thing, Brooks’ fictional “military council” does not include any member who is ready “to admit defeat and withdraw”. Obviously it is not only a circus; mainstream media include some serious commentators (Frank Rich’s article in the same issue of the Herald Tribune).

The political meaning of the Iraq war
The war in Iraq is a war of occupiers and occupied. This is its political definition. The most serious of the counterarguments to such definition, and there are not many, is the Sunnization of the resistance.
In fact the major current military factions are self-proclaimed Sunni groups, which is not hard to know since most of them carry on a religious discourse and are known to be Islamist however the word “Islamist” could be understood. Because all Iraq is under the domination of the US troops, the counterargument goes, the absence of a military action in the Kurdish north and Shiite south is the indication of the absence of an “Iraqi national problem”, and therefore, an absence of the contradiction between occupiers and occupied. Clearly the brief occurrence of a Shiite military action, through the rebellion of the Mahdi’s Army, is a testimony that it is not precise to assume a total absence of military resistance in the Shiite south. Still the fact is that the resistance is principally lead by Arab Sunnis in space and time. The Mahdi’s Army has been probably engaged in internal civil conflict as much as it has contributed in the overall military action against the US troops.
The al-Qaida’s factor is a key element justifying the assessment that believes in the dominance of the internal conflict rather than a conflict against an external force. Since the principal doctrine in al-Qaida’s strategy in Iraq is to wage a war against an “alliance of infidels and Shiites”, the “Sunni-Shiite contradiction” is not really fiction. The daily explosions in Shiite markets and mosques are without doubt the concretization of such a strategy. On the other hand the abductions and the assassination of Sunni civilians conducted officially and unofficially by the militias of Badr are the indication that civil war is underway, or at least such a war is in the process of formation. Thus the counterargument goes further by supplanting the “occupier-occupied contradiction” by a “historic”, as Don Rumsfield once described it, “Shiite-Sunnite” conflict.
Still the war in Iraq is essentially a contradiction between occupiers and occupied. Except for a minority like al-Qaida, which strategy explicitly views the Shiites (al-Rafidha as they call them) as a principal enemy for merely sectarian reasons, the mainstream of military movements are nationalists even though they are Sunni in their majority. The seemingly paradox of a national agenda defended by mainly a sectarian group is not unrealistic or impossible. A highly sectarian society like current Iraq implies highly divided agendas. The belief in a united national state is among the major dividing issues.
For historic and political reasons a majority of Kurds still think that they do not need to be part of a united national state and they are ready to settle only for a structure that allows them a high degree of self-governance. Simultaneously the “Kurdish independence” in their sense is viewed mainly through the presence of a “powerful ally” such as the US military. In other words the Kurds not only advocate a divided Iraq but also an occupied Iraq. The deconstruction of the national state in that sense is closely related to a military occupation. Does such a sectarian political choice mean the absence of the country of Iraq? Does it mean that the rest of non-Kurdish Iraqis are not supposed to believe in an Iraqi national state whatever its frontiers are? Obviously not. It is also important to notice that the Islamist sides within the Kurdish community even though they are a minority they are generally reluctant to accept or even hostile to the US military presence.
What has to be clear is that the Shiites’ agenda(s) is (are) different in essence than the Kurdish one. A major factor affecting their political attitudes is that they are Arabs just like the majority of the Iraqi Sunnis. Even though their Shiism puts them in odds with the Sunnis the major reason for conflict is not sectarian but rather political. The alliance of many Shiites with Iran could undermine their allegiance to the pre-US war structure of a centralized state. But it will never undermine their commitment to a national state. It is crucial to remember that there is in fact an Arab-Iranian conflict that has existed historically even through the political changes including the seemingly decrease of the nationalist aspiration in Iran after the Islamic Revolution. A major indication of the continuous Arab-Iranian conflict in the region is the highly contested Iranian power in the region of al-Ahwaz even though most of the Arabs there are Shiites. Moreover the political alliance with Iran does not mean necessarily a decrease in the allegiance towards a national Iraqi state. For instance the Sadriyyin are historically highly sensitive of any Iranian intrusion within Iraq and their preference of Arab Imams is well known even though they could be considered allies of Iran. Such position explains in fact their special relations with the rest of the Arabs that is the Iraqi Sunnis. In fact their major issue of conflict within the Shiite community with political forces such as the Supreme Council for the Islamic Revolution (SCIR) and the Badr Militias is their deeper allegiance towards the national Iraqi state and their willingness to be less dependent on the Iranians.
It is true that there is a difference between the Shiite allegiance towards the national state and their attitude towards the US military presence. But it is also clear that as much as the Shiite forces prove to be willing to preserve a national state their hostility towards the US military presence rises. The various pro-national positions of the Sadriyyin against the sectarian positions of the Iraqi “Hizbollah” or the SCIR show such a distinctive pattern. As the Iranian-US tensions intensify even the very dependence to Iran of some Shiite groups would be a major factor of future clashes with the US presence. The absence of a Shiite military action against the US army does not mean the absence of a Shiite hostility. There is a decision by the potential Shiite military forces to halt any military action. This is, however, a tactical decision that it is not meant to remain indefinitely. For all these reasons the current Sunni domination of military resistance does not mean that such resistance is not an action of national liberation.

Post-Scriptum: On politicizing the war debate
I don’t mean by that the kitchist and widely shared meaning in the US media by which “politicizing the war debate” means using the war in Iraq to manipulate the domestic agenda. I mean, however, something else that is rarely addressed, even though it is decisive. Politicizing the war debate is shutting off any possible rejection by military experts of an unwinnable war through the introduction of a “political expertise” that pretends to understand better than any military the political meaning of war. Such politicization ends up to the position of rejecting any opposition to the official political position by denying the military any ability to understand the political issues of armed conflicts.
Following the Bush administration this pattern occurred several times. The latest of which took probably the most unusual form. According to various reports an official meeting that President Bush held in Camp David just after the death of Zarqawi-to discuss with the military commanders the future of the war-to which he invited some familiar names among the same “civilian” neoconservative crowd that pushed for the Iraq war such as Frederick Kagan and Robert Kaplan. Not only such “civilian experts” would not be rejected from the club of possible advisers that the White House would listen to but they are also invited to give lectures to the military leadership. The failure or refusal by the administration to understand the political meaning of the war in Iraq is well manifested by a politicization of the war debate that negates the field officers to bring in the facts of the ground.
[i] People like the D-congressman John Murtha who in 2004 publicly described the war in Iraq as “unwinnable” has been rejected since by most politicians in Washington including by his fellow Democrats. Besides Murtha described the war as “unwinnable” only if “the direction is changed” through undetermined changes by the Pentagon. See: http://edition.cnn.com/2004/ALLPOLITICS/05/06/murtha.iraq/
[ii] Among the few analysis that expressed clearly a prospect of an unwinnable war in Iraq is an article by the RAND fellow James Dobbins (Foreign Affairs January/February 2005). Nevertheless the insurgency could be defeated according to Dobbins by “moderate Iraqis [who] can get… support from elsewhere” than the US military. See: http://www.foreignaffairs.org/20050101faessay84102/james-dobbins/iraq-winning-the-unwinnable-war.html
">Link

Link