Monday, March 20, 2006

مرة أخري... في معاني الانتصار والهزيمة في الصراع العسكري في العراق


الطاهر الأسود (*)

قبل ما يزيد عن العام وضعنا تقييما عاما للوضع العسكري في العراق ركزنا فيه بالأساس علي مسألة معني الانتصار هناك (أنظر الطاهر الأسود في التفكير العسكري الأمريكي ومسائل الانتصار والهزيمة القدس العربي 31 كانون الأول/ديسمبر 2004). ويرجع الآن النقاش بقوة في الولايات المتحدة حول هذه المسألة تحديدا في ضوء المطالبة المتزايدة من قبل الرأي العام الأمريكي لوضح حد للأزمة الأمريكية في العراق. ومرت الآن فترة زمنية مناسبة للتقييم بعد تزايد الحديث في الخريف الماضي وخاصة خلال شهر تشرين الثاني/نوفمبر 2005 عن نوايا أمريكية في الانسحاب من العراق . وفي الواقع وبالرغم من التصدعات القوية في المعسكر الأمريكي فان لا شيء يؤكد أو ينفي بشكل جازم الشكوك حول انسحاب أمريكي وشيك من العراق بغض النظر عن معني ذلك الانسحاب، حيث لا يبدو واضحا ان كانت هذه المشاريع تعني انسحابا من العراق أو انسحابا في العراق أي من المدن الرئيسية الي بعض المجالات المعزولة. ومن دون الحاجة للمبالغة في هذه الرؤية أو تلك يبدو أن هناك ما يكفي من المؤشرات التي تساعد علي تقييم دقيق للوضع الراهن. سنري ذلك أولا من خلال توصيف عام لما نراه مصدر القوة الأساسي في معسكر السلام الأمريكي، وهو مختلف عما يمكن أن نتوقعه عادة من قوي السلام حيث يتركز في القوي البيروقراطية مدنية كانت أو عسكرية. كما سنشير الي مؤشرات تمرد هذا الطرف. وسنري، أخيرا، معني الانتصار عند بعض الأطراف المهيمنة وكيف يتغير في وضع مضطرب يعكس تشتت الأوراق الأمريكية واضطرابها في الملف العراقي، ولكن يعكس أيضا صعوبة وضع المقاومة العراقية، خاصة من جهة قدراتها ومشاريعها السياسية.

في أهمية حركة السلام البيروقراطية

مع حلول نهاية العام 2005 أنهي الرئيس بوش خطبا أربعة حول العراق كان وعد بها بعض أوساط الكونغرس التي لا زالت مقربة منه منذ نهاية تشرين الثاني/نوفمبر من نفس العام. ولكن لا يمكن الحديث بجدية عن أن بعض الاعترافات بخطأ أسباب الغزو، وهو التراجع الوحيد الذي تم تسجيله في تلك الخطب، يمكن أن تنهي الجدل المحتدم في الداخل الأمريكي حول العراق. مثلما لن تنهيه مشاركة سنية قوية في الانتخابات لا تنهي لا العنف و لا الاحتكار الشيعي ـ الكردي لما هو ظاهر من عملية سياسية تبقي من شأن السفارة الأمريكية في بغداد في كل الأحوال. هناك في الواقع مجموعة متناسقة من المؤشرات التي تحيل علي وضع جديد عموما بدأ يميز الادارة الأمريكية ولا يتعلق ذلك تحديدا بالعراق. فلا يخلو أسبوع من دون فضيحة أو أزمة جديدة تبدأ في شكل تسريبات من داخل أطراف رسمية، مدنية أو عسكرية، لتتحول الي قضايا شائكة تكشف عن مدي لادستورية ممارسات عديدة للبيت الأبيض أو بين المقربين منه من داخل الكونغرس. كل هذه المؤشرات لم تكن ممكنة لولا تمرد الكثير من المحافظين القدامي في الأوساط الرسمية والتشريعية والذين سبق أن التحقوا في غمرة هجمات 11 أيلول/سبتمبر بالقيادة النيومحافظة، كما أنه لم يكن ليحدث لولا الاستفاقة المتزايدة والدور النشط الذي يلعبه الاعلام الليبرالي (مثل نيويورك تايمز ) ولكن أيضا الاعلام المقرب عادة من الادارات الجمهورية (مثل الواشنطن بوست ). بمعني آخر أصبح من الممكن الحديث بشيء من الواقعية عن تفكك الفريق النيومحافظ في نواته الصلبة مثل الاشاعات المتزايدة حول البرود الكبير في العلاقات بين الرئيس الأمريكي ونائبه، وهو الأمر الذي نقله في سلسلة من التقارير الصحافية منذ تشرين الثاني/نوفمبر 2005 الصحافي المخضرم في الـ نيويورك دايلي نيوز والمطلع دائما علي أسرار البيت الأبيض توماس دي فرانك. ولكن مس التفكك خاصة الأطراف الواسعة للفريق النيومحافظ التي توغلت بعمق في ظرف وجيز جدا في الأوساط البيروقراطية والتشريعية والاعلامية. اذا خصصنا علي الوضع العراقي فان مساهمة المقاومة العراقية في هذه التطورات هي بلا شك هائلة. وهنا علينا أن نحدد علاقة جديدة ناشئة بين الداخل العراقي والداخل الأمريكي، ففي الوقت الذي يحلو للكثيرين المقارنة بين الحرب في فيتنام وتلك التي تجري الآن في العراق فانه من الضروري التنبه الي اختلاف أساسي بينهما من جهة التوازن بين طرفي المقاومة وطرف الداخل الأمريكي المساعد علي الانسحاب: فمقابل تضافر جهود المقاومة الفيتنامية مع قوي ضغط في الداخل الأمريكي قطاعات كثيرة منها حملت أجندة راديكالية يسارية تقطع مع النظام السياسي الأمريكي وتجتاح الشارع ولا ترضي بأقل من مواجهات يومية مع البوليس الأمريكي، مقابل ذلك، فان جهود المقاومةالعراقية تتضافر مع حركة سلام من نوع آخر أقل راديكالية وأكثر تعلقا بالنظام السياسي الأمريكي. فـ حركة السلام الراهنة التي تتمركز في الشارع هي الأقل أهمية من ناحية نجاعتها السياسية رغم نبلها، وباستثناء بعض الفوضويين واليساريين المتسمرين في الستينات، فان غالبيتها متكون من قطاعات بلا أجندة سياسية تخرج عن موضوع العراق، فهي تشمل عائلات جنود نفد صبرهم من مماطلة وزارة الدفاع مثلما تشمل قيادات في الحزب الديمقراطي ترفع شعار أرجعوا أبناءنا الآن خارج اجماع حزبهم. في المقابل فان أهم طرف في معسكر سلام الداخل الأمريكي يضغط باتجاه الانسحاب هو طرف لم يكن من الممكن أن يبرز خلال حرب فيتنام متي كان النظام السياسي نفسه في حالة دفاع: انه يتموقع ضمن الطرف البيروقراطي المدني والعسكري الذي يشكل عصب الدولة والجهاز الحاكم. وهكذا نعرف الآن أن أطرافا من داخل الاستخبارات العسكرية الأمريكية كانت وراء تسريب حالات التعذيب في سجن أبي غريب بفعل ما شعرت أنه تسلط من قبل قوي لا عسكرية (المقصود السي آي ايه) في الشؤون العسكرية، كما أن عناصر من وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية هي التي كانت وراء كشف فضيحة السجون الأمريكية السرية في أوروبا الشرقية عندما فهمت أنها ستتحمل وحدها وزر لادستورية تلك السجون، كما أن السيناتور الجمهوري جون ماكاين لا غيره هو الذي قاد باصرار كامل الجهود التي أدت الي اصدار قانون صريح يجرم أي شكل من أشكال التعذيب في السجون الأمريكية أينما كانت بالرغم من المعارضة الشرسة لنائب الرئيس، الجمهوري أيضا علينا أن نضيف، ديك تشيني. ان ثقل حركة السلام الأمريكية في هذه الحرب، أي تحديدا تلك الحركة التي تضغط في اتجاه الانسحاب، لا تتموقع في الشارع ولا تعتمد علي المتمردين علي النظام السياسي، بل علي العكس تماما فهي تعتمد تحديدا علي ما ينبني عليه النظام السياسي الأمريكي، البيروقراطية المدنية-العسكرية، وفي جزء منها غير منتخبة، والتي تتجاوز الادارات السياسية المتعاقبة وتري أنه وقع الدوس علي أصابعها في القرارات المتسارعة والمفاجئة وغير المسبوقة للادارة النيومحافظة. وأهم قطاع في هذه الأوساط، بالنسبة لمسألة الانسحاب من العراق، هو تحديدا الجيش الأمريكي. وكنا قد أكدنا منذ ما يزيد عن العام أن هناك أطرافا مؤثرة في هذا الجيش مستعدة للاقتناع بخيار الانسحاب في حالة تواصل وتيرة المقاومة العراقية وأن ذلك الاستعداد لمثل هذه القناعة هو الذي يحدد معاني الانتصار والهزيمة وليس موازين القوي المادية ولا أيضا حجم الخسائر البشرية والعسكرية (أنظر الطاهر الأسود في التفكير العسكري الأمريكي ومسائل الانتصار والهزيمة القدس العربي 31 كانون الأول/ديسمبر 2004).

في تمرد معسكر السلام البيروقراطي

من بين المؤشرات الأهم علي وجود قناعة، وذلك حتي قبل بداية الحرب، بين أوساط البيروقراطية العسكرية الأمريكية بعبثية غزو العراق من الناحية العسكرية الصرفة ما يلي: كشفت صحيفة الـ واشنطن بوست في تقرير مر في صمت بالغ قبل أشهر قليلة (عدد الاربعاء 30 تشرين الثاني/نوفمبر 2005) أن معهد الدراسات الاستراتيجية (The Strategic Studies Institute)، وهو المؤسسة البحثية الرئيسية التي تقــــع تحت اشـــراف مباشر للبنتاغون والجيــش الأمريكي وتحديدا كلية الحرب (US Army War College) التابعة له، أصدر تقريرين مهمين للغاية الأول في شهر شباط/ فبراير 2003، أي قبيل الحرب بأسابيع قليلة، والثاني قبيل أشهر قليلة من الآن. كلا التقريرين بقيا الي حد فترة قريبة ساريين وتم ترويجهما كوثائق رسمية للاطلاع علي أوساط عليا في الجيش والادارة الأمريكيين. كاتبا التقريرين، أندرو تيريل (Andrew Terril) وكونراد كراين (Conrad Crane)، خبيران غير مجهولين في الأوساط العسكرية الأمريكية وهما لا يعبران بالتأكيد عن رأييهما فحسب. وقد توقع التقرير الأول بكل دقة تطور الوضع العسكري، حيث أشار الي أن الولايات المتحدة يمكن أن تربح الحرب ولكن ستخسر السلم لأن المقاومة العسكرية للاحتلال ستزداد، وأن رد الفعل الأمريكي العنيف سيستعدي عددا أكبر من العراقيين، ومن ثمة فان العملية السياسية ستصبح صعبة . من جهة أخري فان تقريرهما الثاني (المتوفر كاملا علي صفحة الانترنت لـ معهد الدراسات الاستراتيجية ) والأخير فانه يشير الي النقاط التالية: أولا، من غير المتوقع أن القوات الأمريكية وحليفتها العراقية ستقدر علي تحطيم التمرد قبل بداية انسحاب تدريجي للقوات الأمريكية وحلفائها من العراق . ثانيا، من غير الواضح ان كانت الولايات المتحدة ستكون قادرة، مهما بقيت في العراق، علي خلق قوات شرطة وجيش عراقيين لتأمين السيطرة علي كامل التراب العراقي . ثالثا، علي الولايات المتحدة أن تخفض سقف توقعاتها بالنسبة للمستقبل السياسي للعراق من خلال القبول بعراق غير ديمقراطي من أجل تفادي حرب أهلية بين مكوناته العرقية والدينية . ويمكن تأكيد هواجس هذين التقريرين من خلال ملاحظة قلق القيادات العسـكرية الأمريكية الميدانية في العراق كما عكسه التقرير الميداني الهام الذي أنجــــزه الصـــحافي الأمريكي توم بيسل (Tom Biel) لمجلـــة هاربرز ماغازين (Harper's Magazine) عدد كانون الثاني/يناير 2006 والذي يلخص عنوانه كل شيء البحث بلا جدوي عن استراتيجيا في العراق (Searching in vain for a strategy in Iraq).

مؤشر آخر علي الضغط المتزايد الذي تشهده الادارة الأمريكية من قبل البيروقراطية العسكرية ورغبة الأخيرة في تعميم وجهة نظرها والترويج الواسع لها يأتي مثلا من خلال شخص أحد أقوي حلفائها في الكونغرس، النائب الديمقراطي المخضرم جون مورثا (John Murtha) المعروف عنه ولاؤه الكبير لمصالح القوات المسلحة بفعل تواجدها القوي في المنطقة السكنية التي يمثلها (غرب ولاية بنسيلفانيا). فبعد الندوة الصحافية المدوية التي عقدها في أواسط شهر تشرين الثاني/نوفمبر 2005 والتي دعا فيها لـ الانسحاب الفوري من العراق معبرا بشكل غير مسبوق عن ندمه علي تصويته بالايجاب لمنح سلطات اتخاذ قرار الحرب للرئيس الأمريكي، عقد مورثا مجموعة متوالية من اللقاءات كان أهمها في أوائل شهر كانون الأول/ديسمبر 2005 في المنطقة التي يمثلها حيث أعلن بشكل متواز مع قيادات عسكرية محلية لقوات الحرس الوطني في ولايته أن هذه القوات أصبحت مجهدة وأنها لم تعد تقدر علي المساهمة الجدية في جهود الحرب. من أهم النقاط التي تحدث عنها النائب مورثا موضوع التمرد المحتمل لغالبية من نواب الكونغرس الجمهوريين وهو الأمر الذي تحدث عنه بكل ثقة أكثر من مرة وهو ما يزال يكرره الي الآن مبررا ذلك أساسا بقدوم الانتخابات النيابية في تشرين الثاني/نوفمبر 2006 القادم وخشية النواب الجمهوريين المقامرة بمستقبلهم السياسي في ظل استمرار تدهور الوضع الأمريكي في العراق. ولا يبدو أن ذلك موقف خاص بالسيد مورثا حيث يوجد اتفاق بين غالبية محللي شؤون الكونغرس أن النواب والسيناتورات الجمهوريين غير راغبين في الظهور في نفس الصورة مع الادارة الحالية علي الأقل حتي الانتخابات القادمة.

في هذا الاطار يأتي أحدث مؤشر علي رغبة البيروقراطية العسكرية الأمريكية في التعبير العلني عن رأي مخالف عن الادارة الأمريكية في علاقة بالموضوع العراقي وهو ما يكشف في الواقع ضجرها المتزايد من تجاهل آرائها ومقترحاتها من قبل الحلقة النيومحافظة الضيقة في الادارة. حيث يُنشر يوم 14 آذار/مارس الجاري مؤلف كوبرا II: القصة السرية لغزو واحتلال العراق
(Cobra II: The inside story of the invasion and occupation of Iraq(
والذي ألفه بشكل مشترك كل من مراسل الـ نيويورك تايمز المخضرم مايكل غوردون (Michael Gordon) والجنرال المتقاعد برنارد تراينور (Bernard Trainer). ولقي الكتاب صدي واسعا حتي قبل نشره حيث تمت استضافة المؤلفين يوم 12 اذار/مارس في أحد أهم البرامج الاخبارية الأسبوعية التي تعرض علي الشاشات الأمريكية كل صباح يوم أحد وهو برنامج قابل الصحافة (Meet the Pre) للاعلامي في قناة ان بي سي تيم راسل (Tim Ruel). وكان من الواضح أن الجنرال تراينر هو مصدر المعلومات الرئيسي للكتاب حيث ينقل بالأساس وبشكل معلن هواجس البيروقراطية العسكرية في البنتاغون وحتي في العراق. الكتاب يكشف أسرارا عسكرية مختلفة بما في ذلك ما يلي: كيف تمت صياغة استراتيجيا الحرب في العراق وكيف أدي ذلك الي خلاف بين مختلف الجنرالات الأمريكيين وبين الجنرالات الميدانيين ووزير الدفاع رامسفيلد، ويشرح الكتاب هنا تحديدا احتكار رامسفيلد للقرار ولقنوات الاتصال بالرئيس الأمريكي، كما يوضح العلاقة المتوترة بين قائد العمليات الجنرال تومي فرانكس المقرب من الفريق النيومحافظ وعدد من الجنرالات الأمريكيين سواء في البنتاغون او علي أرض المعركة. يكشف الكتاب أيضا كيف كان التصور الأمريكي للاستراتيجيا العسكرية العراقية خاطئا وغير دقيق حيث تم تجاهل تقرير استخباري أمريكي كتب منذ الأسابيع الأولي لاندلاع الحرب والذي شدد علي أهمية استراتيجيا حرب العصابات في التكتيك العسكري العراقي وقد تم تجاهل هذا التقرير والتمسك بصيغة رامسفيلد في حرب تركز علي رئيسية العامل التكنولوجي وعدد محدود من القوات. ويشير الكتاب هنا تحديدا الي التوتر الذي حدث بين الجنرال ويليام والاس (William Wallace) ووزير الدفاع الأمريكي حيث شدد الأول حتي في تصريحات علنية علي عدم ملاءمة التكتيك العسكري الأمريكي لأسلوب المواجهة الذي يعتمده العراقيون. وينقل الجنرال تراينر هنا الهواجس المستمرة لعسكريين أمريكيين لا زالوا يعتقدون أن الاستراتيجيا الأمريكية لم تفهم الي حد الآن طبيعة الصراع العسكري في العراق. كما يكشف الكتاب أسرارا أخري بما في ذلك القائمة الكاملة للدول العربية المشاركة فعليا في المجهود الحربي الأمريكي بالرغم من عدم اعلانها لذلك.

في معني الانتصار في العراق

كنت أشرت في مقالي السابق ( في التفكير العسكري الأمريكي ومسائل الانتصار والهزيمة ) المشار اليه أعلاه الي أن هناك مدرستين في البيروقراطية العسكرية الأمريكية منذ زمن طويل وهو الوضع المستمر حتي الآن في اطار الحرب الراهنة في العراق: الأولي تؤمن برئيسية العامل التكنولوجي في حسم الصراع العسكري والأخري تؤمن برئيسية العامل البشري ومن ثمة السياسي في حسم الصراع العسكري. وفي الواقع أثار الرئيس بوش في خطبه الأربعة في أواخر سنة 2005 نقاشا محتدما في الأوساط المؤثرة سياسيا وعسكريا في الولايات المتحدة عندما لخص استراتيجيته العسكرية بأن الانسحاب الأمريكي من العراق سيحصل متي يتم تحقيق الانتصار . وعندما يتساءل اثر هذه الخطب وبشيء من التهكم زعماء جمهوريون أساسيون مثل رئيس لجنة الشؤون الخارجية في مجلس الشيوخ ريتشارد لوغار (Richard Lugar)، أو شاك هاغل (Chuck Hagel) عضو نفس اللجنة، أو حتي جون وارنر (John Warner) رئيس لجنة القوات المسلحة في مجلس الشيوخ، عن ضرورة النقاش بصراحة حول معني الانتصار الذي يقصده الرئيس بوش، فاننا بصدد تململ حقيقي في الكونغرس ازاء نوايا الادارة الحالية. وعلي كل حال لم يبد الرئيس الأمريكي في هذه الخطب علي نسق الة البروباغندا العسكراتية التي تشيطن العدو بشكل تبسيطي حيث كان عليه التراجع عن أسطورة أن عناصر المقاومة العراقية هم مجرد ارهابيين غالبيتهم قادمون من الخارج أو صداميون ، فعوضا عن ذلك أقر في خطبته الأولي يوم 30 تشرين الثاني/نوفمبر 2005 أن عناصر المقاومة هم في غالبيتهم العظمي من الممتنعين (rejectionists) من عموم العراقيين . ولكن ما الذي يعنيه ذلك علي المستوي العملي؟ هناك علي ما يبدو نوايا أمريكية، ليست جديدة علي كل حال، ولكنها بالتأكيد متزايدة بالـ التفاوض علي ادماج المسلحين غير الارهابيين في العملية السياسية . ويتم تبني هذه الرؤية حتي من قبل المناورين من الذين يريدون خلط الأوراق أكثر من أي شيء آخر.

ولكن من يرغب حقا في التفاوض يعلم بالتأكيد أن الممتنعين ليس لهم حد أدني أقل من انهاء الاحتلال وهكذا فان المشاركة في العملية السياسية مشترطة بهذا الأساس. من جهة أخري لا تنبع الرغبة الأمريكية من فراغ حيث أن المقاومة العراقية بصدد رسم خط فاصل وبشكل متزايد مع التيار القاعدي (ممثلا أساسا في مجموعة الزرقاوي) خاصة بعد اعلان الأخيرة في أيلول/سبتمبر 2005 وبشكل لا غبار عليه نياتها في تطهير العراق من الروافض الشيعة و هو ما أفرز ردة فعل قوية من قوي المقاومة العراقية. وأضحي من الواضح أن نوايا القاعديين ليست لها علاقة بتحرير العراق واقامة حكومة وطنية بل اقامة دكتاتورية مذهبية لا تهتم كثيرا بالخصوصيات العراقية والأمر الذي لا تنوي حتي تأجيله الي ما بعد خروج الاحتلال. ان الحساسية السياسية المرهفة المتنامية لدي المقاومة العراقية بانت بقوة أثناء الانتخابات الأخيرة بالرغم من محدوديتها الشرعية حيث قررت قوي المقاومة المشاركة بقوة في حماية صناديق الاقتراع والناخب العراقي (من أفضل التقارير المحايدة حول ذلك تقرير صحيفة الغارديان البريطانية حول القيادي العراقي أبو ذيب في عدد 27 تشرين الأول/أكتوبر 2005).

غير أن التفجير الأخير لمرقد العسكرية في سامراء جعل من الواقع أقرب الي رغبات الأطراف المذهبية سواء شيعية (المجلس الأعلي أساسا) أو السنية (القاعديين أساسا). ومن هنا بدا أن الانتصار بالنسبة لبعض الأمريكيين علي الأقل من قبل بعض عناصر التيار النيومحافظ (بهلوان مثل دانيال بايبس الذي كتب في هذا الاتجاه في الجيروزاليم بوست أخيرا) هو في الدفع في هذا الاتجاه حيث يرونه أفضل بكثير من استمرار الوضع الراهن ويتم تقديم ذلك تقريبا علي أنه استعادة لاستراتيجيا الاحتواء المزدوج للايرانيين والعراقيين المعادين للولايات المتحدة لكن علي الأرض العراقية هذه المرة. وفي النهاية ألم يتم تدريب الجيش العراقي الراهن بشكل جعله أقرب الي صيغة معدلة من تركيبة مشتركة لميلشيات بدر والبشمركة؟ أليست قوي المقاومة أساسا، خاصة بعد الهدنة التي أعلنها جيش المهدي، موجودة في المناطق السنية؟ ان الفرز الراهن لقوي المقاومة يجعل من الصراع السياسي حتي في علاقته بمسألة الاحتلال صراعا ذا طابع مذهبي حتي وان لم يكن كذلك في جوهره. ويدفع هذا الوضع الي استذكار تحليل عنصر أساسي في كواليس الادارة الراهنة خاصة فيما يتعلق بالملــــف العراقي حتي وقـــت قريب هو بيتر غالبرايث (Peter Galbraith) المعروف بقربه من أوساط الواقعيين خاصة ارتباطه بلسلي غلب (Leslie Gelb) الرئيس الشرفي لمجلس العلاقات الخارجية. وغالبرايث، والذي ساهم بقوة في صياغة الرؤية الأمريكية لمشكل البوسنة في منتصف التسعينات وشغل موقع السفير الأمريكي في كرواتيا، ذهب أكثر من مرة الي العراق بطلب شخصي من الرئيس الامريكي. وله وجهة نظر خاصة حيث يشدد علي أهمية الاعتراف باستحالة اقامة حكومة وطنية في العراق وضرورة العمل علي صياغة وضع فيدرالي جديد تبقي فيه الولايات المتحدة لاعبا مناورا بين جميع الأطراف المذهبية والعرقية وهو ما يراه أفضل مما سماه في احدي المرات العراق: جمهورية بوش الاسلامية في ظل الحكومة ذات الغالبية الشيعية الموالية لطهران (لغالبرايث مقال بهذا العنوان في New York Times Books Review المجلد 52 العدد 13 في 11 آب/اغسطس 2005). وشدد غالبرايث أكثر من مرة علي ضرورة دعم النوايا الكردية في الاستقلال مقابل اعتبار الطرف الكردي العراقي حليفا استراتيجيا أساسيا للولايات المتحدة والمجال الكردي قاعدة شبه دائمة في المنطقة.

يبقي الآن من الضروري الاطلاع علي آخر مواقف غالبية الوجوه الأساسية من النيومحافظين في علاقة بمعني الانتصار الأمريكي في العراق. من الضروري هنا الاشارة الي مقال كتبه كل من ويليـــام كريستول (William Krsitol) وغاري شميت (Gary Schmitt) كمذكرة خاصة بالمؤسسة النيومحافظة بامتياز مشروع القرن الأمريكي الجديد و ذلك في 12 تموز/يوليو 2005، وهاجما فيها بقوة كل المنادين الي سحب القوات الأمريكية من العراق. ولكن الملفت كان مهاجمتهما لوزير الدفاع رامسفيلد واعتباره مسؤولا أساسيا عن الأزمة الأمريكية في العراق بسبب تمسكه بتكتيك العمل بأقل عدد ممكن من القوات الأمريكية. مقابل ذلك تمسك هؤلاء أن السبب الوحيد للخسائر الأمريكية في العراق هو مجرد اشكال لوجستي يتمثل أساسا في قلة عدد القوات الأمريكية المتمركزة هناك. وسبقت هذا المقال رسالة بتاريخ 28 كانون الثاني/يناير 2005 موجهة للكونغرس جمع التوقيعات عليها أقطاب التيار النيومحافظ في مؤسسة مشروع القرن الأمريكي الجديد ، تشبه في اطارها وأسلوبها الرسالة المشهورة التي وجهها نفس الموقعين تقريبا سنة 1997 للرئيس كلنتون في علاقة بالحرب علي العراق، ولكن هنا يطالب الموقعون النواب والسيناتورات الأمريكيين بتصعيد ضغوطاتهم لرفع عدد القوات الأمريكية في العراق. وان كان ذلك يؤكد التفكك في المعسكر النيومحافظ (هنا بين المنظرين والاداريين) فانه يشير أيضا الي أن هناك تشاركا بين هؤلاء جميعا في الاستمرار في الاعتقاد بأن الانتصار العسكري الأمريكي في العراق ممكن ولا يحتاج سوي بعض المناورات والتعديلات العسكرية والسياسية، والتي تصل أحيانا الي أشكال كاريكاتورية كما هو الحال مع معسكرات الجيش الأمريكي التدريبية في لويزيانا حيث تتمثل أساسا في استديوهات هوليوودية مع كومبارس عربي لـ التعود علي أجواء حرب العصابات في العراق قبل الذهاب الي هناك (أنظر التقرير المثير محاربة تمرد مزيف في العراق الشبيهة التابعة للجيش (Baling a fake insurgency in the Army's imitation Iraq) للصحافي ويلز تاور (Wells Tower) في مجلة الهاربرز ماغازين عدد كانون الثاني/يناير 2006).

طبعا ذلك لن يقوم الا بتصعيد التذمر لدي معسكر السلام البيروقراطي والذي لن يتوقف في التآمر علي المجموعة النيومحافظة ككل والتي يراها مسؤولة (بمنظريها وادارييها) عما حدث ويحدث. وفي الواقع تلك هي الثغرة الأساسية في الجبهة الأمريكية في العراق تحت ضغط العمل المسلح. المعضلة الآن أن المشروع الوطني للمقاومة أضحي في تعارض واضح مع تنام غير صحي بالمرة لواقع الصراع المذهبي، وتلك هي الثغرة الاساسية في الجبهة العراقية.

(*) باحث تونسي يقيم في أمريكا الشمالية
المصدر: صحيفة القدس الصادرة يوم 17 مارس 2006 و موقع ميدل ايست أون لاين يوم 13 مارس 2006
">Link
http://www.alquds.co.uk:8080/archives/pdf/2006/03Mar/17MarFri/qds18.pdf
Link

Tuesday, March 14, 2006

منتصر حمادة يشير الى أحد مقالاتي

القدس 14 مارس 2006
منتصر حمادة
ما هي مصداقية الحديث عن تقارب حاصل بين حزب العدالة والتنمية والإدارة الأمريكية؟ وما هي حسابات السلطات المغربية والإسلاميين والأمريكيين في هذا الشأن؟ وهل نحن أمام تحولات في أدبيات الحزب الإسلامي الأبرز تمهد لتطبيع كلي للعلاقات مع الشيطان الأكبر بعد الإعلان الرسمي عن قرب موعد زيارة سعد الدين العثماني (الأمين العام للحزب) للولايات المتحدة؟تحليل لا يخرج من دائرة الرجم بالغيب، ولا أساس له من الصحة ، حكم يُلخص تعليق الإسلاميين المعنيين بخصوص الترويج لأي تقارب افتراضي حاصل بين الحزب والولايات المتحدة الأمريكية. علي أن الوقائع الميدانية في المقابل، تشير إلي مجموعة من النقاط المُمهدة لأي حديث عن تطبيع افتراضي بين حزب العدالة والتنمية والولايات المتحدة.ـ لقد انفتح صناع القرار السياسي الأمريكي علي فتح الحوار مع الحركات الإسلامية في العالم العربي علي وجه الخصوص، وذلك تطبيقا لمجموعة من خلاصات تقارير أكاديمية صادرة عن مؤسسات ومعاهد تشتغل علي مثل هذه الملفات، ولعل أبرزها تقرير معهد راند الشهير الذي أوصي بتشجيع الحركات الإسلامية المعتدلة في خضم الحرب الأمريكية المفتوحة ضد الإسلاميين الجهاديين. (يمكن العودة إلي دراسات الباحث التونسي الطاهر الأسود المتعلقة بهذا الملف بالذات، وتحديدا الدراسات التي تتعرض لمختلف توجهات تيار المحافظين الجدد تجاه الحركات الإسلامية، وخاصة منها مبحث التيار الإسلامي المعتدل في مواجهة اختبارات الحوار الأمريكي وتحديات التيار القاعدي . القدس العربي (الجزءان الأول والثاني. العددان 27 و28/10/2005)ـ هناك حسابات وتداعيات الاستحقاقات الانتخابية التي تشهدها الدول العربية، ولن تكون آخرها نتائج الانتخابات التشريعية الأخيرة في فلسطين، والتي فاجأت نتائجها حتي قياديي حركة حماس (أعطي آخر استطلاع أجري علي أبواب الصناديق مباشرة لحركة حماس 58 مقعدا وأكد علي فوز متواضع لحركة فتح بـ63 مقعدا، من أصل إجمالي مقاعد المجلس التشريعي وعددها 132. وفي اليوم التالي ظهرت النتيجة المفاجأة، حماس 76 مقعدا أما فتح فلم تحصل إلا علي 43 مقعدا فقط!)، أو نتائج الانتخابات التشريعية في مصر، والنتائج المُرَوج لها منذ الآن لاستحقاقات المغرب في أيلول (سبتمبر) 2007. (وقد توقفت بعض الجرائد المقربة من الدوائر الرسمية عند دلالات احتفال جريدة التجديد الإسلامية ـ الناطقة باسم حركة التوحيد والإصلاح وحزب العدالة والتنمية ـ بانتصار حماس، معتبرة أن الإسلاميين المغاربة كشفوا عن وجههم الحقيقي بعد هذه النتائج)ـ وهناك ثبوت تورط الأمريكيين في الانخراط الفعلي القطري علي صعيد كل دولة عربية وإسلامية في توجيه والتأثير علي مسارات الفعل الإسلامي الحركي.فبالنسبة للحالة المغربية، نتذكر تدخل السفير الأمريكي في ملف محاكمة نادية ياسين كريمة مرشد جماعة العدل والإحسان (أكبر الحركات الإسلامية في الساحة المغربية)، هذا علي الصعيد الرسمي، أما علي الصعيد المدني/الجمعوي، فنتذكر المبادرات التي يُشرف عليها المعهد الديمقراطي الوطني (N.D.I) ومقره بالرباط، في إطار ما يسمي بـ تأهيل الممارسة السياسية الديمقراطية و تدريب الكفاءات السياسية علي منظومة الحكامة .. الخ، والتي تنخرط فيها فعاليات سياسية برلمانية من العدالة والتنمية .ـ هناك حديث مضطرد عن حضور مراقبين أجانب لانتخابات 2007، مما يقزم من تكرار الطبيعة المميزة لأغلب الانتخابات التشريعية السابقة، والتي لم تخرج عن تدخل وزارة الداخلية في رسم الخطوط العريضة للنتائج النهائية، أو اللجوء للتزوير والضغط علي الإسلاميين بهدف تحجيم مشاركتهم، وذلك تفاديا للسقوط في كابوس الاكتساح الإسلامي ، وهو الكابوس الذي لم يُحسم معه حتي اللحظة، حيث قوبلت إجراءات السلطة (وفي مقدمتها الاعتراف الرسمي بحزب البديل الحضاري ، والترخيص لتأسيس حزب النهضة والفضيلة ) برد مباشر من قبل جماعة عبد الإله بنكيران وعبد الله بها ومحمد يتيم ـ الثلاثي المتحكم في الجريدة ( التجديد ) والحركة ( التوحيد والإصلاح ) والحزب ( العدالة والتنمية ) ـ عندما تم الإعلان عن انخراط كلي لأعضاء الحزب في الانتخابات القادمة، وذلك في خلاصات اشغال آخر مجلس وطني للحزب الإسلامي، والذي اختتم في فاتح كانون الثاني (يناير) من هذا العام.صحيح أنه في الحالة المغربية، وحتي لو أصبح حزب العدالة والتنمية مهيمنا علي حكومة انتخابات 2007، فإنه سيسود دون أن يحكم، كما تعلم ذلك جيدا قياداته وقواعده، لأن طبيعة النظام الملكي المغربي هي كذلك: ملكية تسود وتحكم ، ولكن هذا المعطي المُسَلم به لا يُقلل من قلق السلطات في خضم التعامل مع إسقاطات ميدانية لهذا التقارب الافتراضي، وأيضا علي هامش تبعات نتائج دول المشرق.بقي تدقيق مطلوب تأمله: إذا كانت شروط وأهداف المغرب والإدارة الأمريكية واضحة وتتقاطع بشكل جلي، فإن الأمر مختلف تماما في أهداف الطرفين.بالنسبة لشروط الرباط وواشنطن، فتكمن أساسا في توسيع الهوة بين الإسلاميين المعتدلين والجهاديين، علي الأقل من الناحية الرسمية، علي اعتبار أن الكواليس الإسلامية المعتدلة تتبني ما يصدر عن الجهاديين، مقابل تمرير مقالات وبيانات التنديد في التصريحات المسؤولة. ومن الشروط الخطيرة ـ بتعبير قيادات إسلامية ـ تخلي الأدبيات والبيانات الحزبية عن نبرة الخطاب الإسلامي الذي يُميز الحزب عن باقي الأحزاب السياسية، بحيث أن خطاب الدعوة و الخلافة و الشريعة .. الخ، أو خطاب الإسلام هو الحل أصبح غائبا ومحرما، علي الأقل في البيانات الرسمية، مقابل تبني خطاب سياسي لا يختلف كثيرا عن خطاب باقي الأحزاب السياسية، اللهم من حيث الإشارة المحتشمة حول ما يسمي المرجعية الإسلامية والتي أصبحت تُمَرر بشكل فضفاض.ولو توقفنا عند نموذج حقيقة هذا التقارب الافتراضي، فمن المعلوم أن المقرئ أبو زيد الإدريسي يعتبر أبرز الوجوه الإسلامية المغربية المنددة بالممارسات الأمريكية الرسمية، والرجل يكرر هذا الكلام داخل وخارج المغرب وحتي في عقر الولايات المتحدة، ولكننا لا نجد أي إشهار أو ترويج لهذه الانتقادات في جريدة الحزب، ولا في موقع الحزب الإسلامي علي شبكة الإنترنت، وفي جلسة مكاشفة لقيادي دعوي في التوحيد والإصلاح مع كاتب هذه الكلمات، صرح المسؤول بأنه من باب السياسة الشرعية يمكننا إيجاد مخرج فقهي يؤصل ويشرعن ما جري يوم 11 أيلول (سبتمبر) 2001. (وهذا تأصيل لا يهم فقط التوحيد والإصلاح أو العدالة والتنمية ، لأنه يهم جميع الإسلاميين في العالم العربي والإسلامي، باستثناء جماعات الدعوة والتبليغ البعيدة عن خطاب ساس ويسوس). أما أهداف الطرفين فإنها تختلف بشكل لا لبس فيه: إذا كانت السلطات المغربية تتحكم بشكل كبير في مسار إسلاميي البرلمان عبر عسل الإغراءات المادية والرمزية التي يجلبها الانخراط في اللعبة السياسية (وهناك توقعات ببروز خلافات كبيرة في مسلسل التزكية الفقهية لأعضاء الحزب الذين سينخرطون في الانتخابات المقبلة)، فإن الأمر مختلف عند الأمريكيين، لأن المقدس عند الإدارة الأمريكية هو الحفاظ علي مصالحها الأمنية والاستراتيجية، وليس طبيعة النظام السياسي الحاكم أو طبيعة الحكومات والمعارضات. وهذا عامل ضمن عوامل أخري بالطبع، سيؤثر حتما في أفق ومسارات أي تقارب افتراضي بين الإدارة الأمريكية وحزب العدالة والتنمية .ہ كاتب من المغرب
">Link
Link